تغيرت مفاهيم ومصطلحات وتعريفات كثيرة في ظل الثورة الهائلة للمعلومات والتدفق السريع لها عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة والمتعددة بين مختلف شعوب العالم , كما تنوعت واختلفت نظرة الأفراد للعديد من المصطلحات التي تعرف سابقاً بمفهوم معين، وأصبحت الآن تعرف بمفهوم آخر؛ فمصطلح الأمية "illiteracy" مثلا وهو مصطلح يقصد به عدم معرفة القراءة والكتابة، أصبح الآن يعرف بمفهوم آخر بعد أن ارتبطت به كلمات أخرى فأصبح هناك مصطلحات الأمية الثقافية "cultural illiteracy"، والأمية الحاسوبية "computer illiteracy"، والأمية الوظيفية "functional illiteracy" والأمية البصرية أو المرئية "visual illiteracy"، والأمية المعلوماتية " information illiteracy "….الخ. وقد تطور التعريف المقبول لمحو الأمية من القدرة على القراءة والكتابة " literacy" إلى القدرة الأوسع على تناول المعلومات.
وتناولت هذه الدراسة مشكلة انتشار الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي المصري، ومدى توفر المهارات المعلوماتية بين طلاب الجامعة ، والدور الذي يقوم به أعضاء هيئة التدريس، وأمناء المكتبات وخاصة المكتبات الجامعية في محو الأمية المعلوماتية عند طلاب المجتمع الجامعي. وقامت الباحثة بوضع تعريف اجرائي للأمية المعلوماتية في هذه الدراسة حيث يقصد بها " عدم قدرة الباحث على تحديد وإدراك مدى حاجته إلى المعلومات وكيفية الوصول إليها في مصادرها المختلفة الأشكال والأنواع وصياغتها بشكل جيد وعدم معرفته بكيفية تجميعها وتقييمها والاستفادة منها، بالإضافة إلى افتقاده للمهارات المكتبية والببليوجرافية والحاسوبية اللازمة للحصول على المعلومات والوصول إلى مرحلة التفكير النقدى والتعلم الذاتي".
وتسعى الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف يمكن بلورتها على النحو التالي :
أولاً . معرفة مظاهر الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي.
ثانياً . معرفة أسباب الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي .
ثالثاً . معرفة سبل علاج الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي .
وتم بلورة هذة الأهداف في مجموعة من التساؤلات أهمها:
_هل يؤثر التخصص سواء أكان نظرياً أو عملياً على ظاهرة الأمية المعلوماتية ؟
- ما دور عضو هيئة التدريس في انتشار أو علاج هذه الظاهرة ؟
- ما دور أمين المكتبة وأخصائي المعلومات في انتشار أو علاج هذه الظاهرة ؟
- ما أسباب انتشار الأمية المعلوماتية والحاسوبية بين طلاب الجامعة ؟
- ما معوقات البحث التي يواجهها الطالب الباحث عن معلومات في مجال تخصصه ؟
- هل توجد علاقة بين الأمية الحاسوبية وانتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية بين الطلاب؟
جوانب الدراسة وحدودها :
تتمثل في التعرف على انتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي بالقاهرة الكبرى في كليات الآداب والزراعة والتربية بجامعات القاهرة وعين شمس والأزهر التي تمثل التخصصين العملي والنظري خلال العام الدراسي 2001/2002 على طلاب المرحلة الجامعية الأول (انتظام) و طلاب الدراسات العليا و أعضاء هيئة التدريس وأمناء المكتبات ( المركزية ، و الكليات ).
منهج الدراسة وأدواتها:
استخدم منهج المسح الميداني بالإضافة إلي استخدام البرنامج الإحصائي Statistical Package For Social Sciences (SPSS لتحليل نتائج البحث، و فرضت طبيعة موضوع الدراسة استخدام العينة الطبقية العشوائية غير النسبية وتم التعرف على مدى انتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية من خلال توزيع ثلاث استمارات استبيان واحدة طبقت على ( 424) من طلاب (المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا ) بكليات الآداب والزراعة والتربية التسع في الثلاث جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر ، وثانية على (255) من أعضاء هيئة التدريس بالكليات التسع، وثالثة على (97) من أمناء المكتبات الأكاديمية (المركزية، والكليات) بالكليات التسع، بالإضافة إلى الاستعانة بالملاحظة لاستكمال البيانات التي تم الحصول عليها من خلال الاستبيان .
فصول الدراسة :
تنقسم الدراسة، فضلا عن المقدمة المنهجية والنتائج والتوصيات وخمسة ملاحق، إلى سبعة فصول: فصلين نظريين (الفصل الأول والسابع) ويتناولان (ماهية الأمية المعلوماتية والاهتمام العالمي بمحوها، نموذج مقترح خاص ببرنامج لمحو الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي)، وخمسة فصول عملية ( الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس) تتناول (الحاجة إلى المعلومات والتعامل مع المكتبة، البحث ومصادر المعلومات، صعوبات البحث واستخدام الحاسب الآلي، مراحل محو الأمية المعلوماتية والمهارات اللازمة لمحوها، محو الأمية المعلوماتية وأعضاء هيئة التدريس / وأمناء المكتبات الأكاديمية) وتختتم الدراسة بخاتمة تعرض أهم النتائج التي تم التوصل إليها ويتبعها أهم التوصيات التي تأمل الباحثة في وضعها محل التنفيذ.
النتائج والتوصيات :
أوضحت هذه الدراسة أن من أهم أسباب الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي بكليات العينة ترجع إلى نقص المهارات المعلوماتية مثل ( اللغوية والحاسوبية والتنظيمية والتحليلية والتقيمية والاختيارية ..الخ) للمعلومات ومصادرها المختلفة عند طلاب ( المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا ) ويرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود أساس موحد في التعليم والتدريب وفي الأسلوب، للحصول علي المعلومات والاستفادة منها وتقييمها وتنظيمها، يتم علي أساسه تدريب الطلاب على مثل هذه المهارات المعلوماتية، بالإضافة إلى عدم وجود أساس موحد بين المكتبات الأكاديمية يتم على أساسه التعريف بمقتنيات المكتبة وخدماتها وتقييم فهارسها والتعرف على المشكلات التي تواجه المستفيدين منها وإيجاد حلول لها .ولحل هذه المشكلات توصي الدراسة بما يلي:ضرورة إعداد برامج لمحو الأمية المعلوماتية بمفهومها الموضح في الدراسة تشمل جميع فئات المجتمع (ما قبل الجامعي ، الجامعي ، وما بعد الجامعي) بما يتناسب مع ظروف وإمكانات ومهارات ومستويات كل فئة وأن تدمج برامج محو الأمية المعلوماتية ضمن برامج تطوير وتحسين وإصلاح التعليم في مصر .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ