الجمعة، فبراير 06، 2009

خدمات معلومات البرامج الوكيلة الذكية : دراسة مقارنة

خدمات معلومات البرامج الوكيلة الذكية: دراسة مقارنة /
د.سامح زينهم عبد الجواد
مدرس المكتبات والمعلومات
كلية الآداب – جامعة بنها
مقــدمـــة :
تلعب المعلومات دوراً هاماً فى حياتنا وخاصة أننا نعيش عصر أو مجتمع المعلومات، فالمعلومات أصبحت أداه يمكن أن تستخدم لحل العديد من المشاكل.
وفى الماضي كانت عملية طلب المعلومات محصورة فى حيز ونطاق المكتبة وعليه فقد كانت نظم الاسترجاع مقرونة بمقتنيات المكتبة وما تمتلكه من معلومات أي أن الاسترجاع مقرون بحجم محدد من المعلومات على اختلاف أشكالها، ولكن مع ظهور شبكة الإنترنت فإن مجموعات المعلومات التي يمكن البحث فيها غير محددة من حيث الحجم أو الشكل أو اللغة أو النوعية وعلية فإن الاسترجاع أصبح مشكلة متضاعفة تحتاج إلى وسائل جديدة وفعالة ومتطورة.
وقد ظهرت العديد من المتغيرات فى مجال البحث وتوفير وطلب المعلومات، وأهم هذه التغيرات مرتبط بشكل المعلومات المتاحة، ففي الماضي كان الورق وسيطا يستخدم بصورة كبيرة للمعلومات وهو مازال شائع الاستخدام حتى الآن أيضا، ومع ذلك هناك العديد من المعلومات المتاحة على الوسيط الإلكتروني، والتغير الثاني هو كمية المعلومات المتاحة أي عدد المصادر وسهولة الحصول على ما بها من معلومات، أما التغير الثالث والهام فهو مرتبط بعملية عرض وطلب المعلومات، وكل هذه التغيرات لها تأثير قوى على سوق المعلومات واهم تغير هو الانتقال من عملية الإمداد بالمعلومات إلى عملية الطلب، حيث إن عدد موفري المعلومات أصبح كبيراً للغاية، وهذا العدد سوف يزيد فى المستقبل وأصبح طلب المعلومات من أهم النواحي فى سلسلة المعلومات.
وقد أصبح مقابلة طلب المعلومات سهلاً من ناحية ومعقد وصعب من ناحية أخرى وذلك لأن مصادر المعلومات الحديثة على شبكة الإنترنت تمكن أي شخص من الدخول إلى بحيرة لا تنضب من المعلومات، ولكن هذا لا يعنى أن عملية إرضاء طلب المعلومات أصبحت أسهل بل يعنى أن الصعوبات قد تضاعفت، حيث إن المعلومات المتزايدة التي لا تنتهي على الإنترنت تبدو للوهلة الأولى بإنها قوة هائلة ولكنها أيضا واحدة من أسباب ضعفها . فمن الواضح أننا نغرق جميعا في بحر من المعلومات والتحدي هو أن نتعلم أن نسبح في هذا البحر بدلا من أن نغرق فيه، فهناك احتياج شديد لفهم أفضل وأدوات أفضل لو أننا نرغب في الحصول على ميزة الإمداد المتزايد والمتناهي للمعلومات(1).
فالمعلومات المتاحة تحت تصرفنا حالياً على شبكة الإنترنت ضخمة للغاية ولكن غالباُ ما يتم استرجاع أجزاء قليلة فقط من هذه المعلومات، وفى بعض الأحوال أيضا قد لا نجد شيئا مناسباُ أو مرتبطاُ لما نبحث عنه، كما أن طرق البحث التقليدية قد تكون غير قادرة على معالجة هذه المشكلات، فهذه الطرق تعتمد على أساس معروف وهو ما هى المعلومات المتاحة وما المعلومات غير المتاحة وأين يتم أجدها بالضبط، ولتحقيق ذلك فإن أنظمة المعلومات الضخمة مثل قواعد البيانات تزود بكشافات كبيرة لكي توفر للمستخدم هذه المعلومات، وبمساعدة هذه الكشافات يمكن التعرف على ما إذا كانت معلومات محددة متاحة أم لا، ولو متاحة فأين يمكن إيجادها، إلا أن هذه الاستراتيجية على شبكة الإنترنت فشلت كلياً لأسباب عديدة أهمها(2):
- الطبيعة الديناميكية للإنترنت نفسها: حيث لا يوجد إشراف مركزي على نمو وتطوير الإنترنت، فأى شخص لدية الحرية أن يستخدم و/أو يعرض معلومات أو خدمات على الإنترنت، وهذا يجعل من الصعب أن نحصل على صورة واضحة عن حجم الإنترنت أو عمل تقدير عن كمية المعلومات المتاحة خلالها.
- الطبيعة الديناميكية للمعلومات على الإنترنت: فالمعلومات التي لا يمكن إيجادها اليوم ربما تصبح متاحة غداً والعكس صحيح، فالمعلومات المتاحة يمكن أن تختفي فجأة بسبب نقل المعلومات إلى موقع آخر مجهول.
- المعلومات وخدمات المعلومات على الإنترنت متغيرة الخواص: فالمعلومات المعروضة على الإنترنت فى أنواع مختلفة من الأشكال وهذا يجعل من الصعب أن نبحث عن المعلومات أتوماتيكيا وذلك لأن كل شكل للمعلومات وكل نوع من خدمات المعلومات يتطلب طريقة مختلفة .
وهناك العديد من الطرق تتعامل مع هذه المشكلات السابقة مثل البرامج التى تتجول على الإنترنت بأسماء جذابة مثل العنكبوت Spider والمتجولات Wanders والروبوت Robot، وهذه البرامج تستخدمها محركات البحث Search Engines لخلق قواعد بياناتها التي يمكن للمستخدم البحث فيها . وبالرغم أن محركات البحث هذه تعد خدمة قيمة وهامة فى هذا الوقت إلا أنها أيضا تملك عيوباً متعددة ستكون أكثر وضوحاً فى المستقبل، ومن أهم هذه العيوب ما يلي:
1. تقوم بتكشيف نسبة ضئية من شبكة الوب وهذه النسبة تتضاءل مع النمو المستمر لشبكة الوب .
2. تتطلب فهماً جيداً من جانب المستخدم لصياغة استراتيجية البحث المناسبة لكل محرك بحث على حدة .
3. البحث عن المعلومات محدود على خدمات قليلة على الإنترنت مثل الوب فقط .
4. الاستفسار الخاطئ الذى يشتمل على عدد قليل أو كثير من الكلمات المفتاحية سوف يؤدى إلى ظهور معلومات غير مطلوبة أو مناسبة لاستفسار الباحث.
5. تملك إمكانيات بحث محدودة لا تمكن من الوصول بسرعة وبفاعلية إلى المعلومات المطلوبة.
6. تسترجع العديد من الإصابات العديد منها غير ملائم للاستفسار البحث.
7. تسترجع العديد من النتائج المكررة والروابط الميتة فى قوائم النتائج.
ولحل هذه المشكلات السابقة فإن الاتجاه الآن نحو طرق أخرى أكثر ذكاء لبحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت، بحيث تستطيع هذه الطرق التلاؤم مع طبيعة شبكة الانترنت وتمكن من حل المشكلات المتأصلة فى محركات البحث التقليدية، وبالفعل قام الخبراء فى مجال الذكاء الاصطناعي بتطوير برامج يطلق عليها البرامج الوكيلة الذكية Intelligent Software Agents .
وتقوم فكرة البرامج الوكيلة الذكية على مفهوم عمل الوكلاء من البشر Human Agent ، ومفهوم الوكيل ببساطة هو : ( شخص يتصرف من أجل، وبدلاً عن الآخر بتفويض منه أو منها ) (3). فالوكيل الشخصي للإنسان الذى يقوم مثلاً بدور السكرتير الشخصي والذي نرغب فى أن يفهم احتياجاتنا وأولوياتنا ويمكن تعليمه لكى يفكر بالطريقة التى نستخدمها يمكن أن يحصل تدريجياً على نماذج للممارسات أعمالنا، وبمجرد أن يتعلم فهو يمكن أن يؤدى عمله بطريقته الخاصة أى باستقلال، وهذا هو هدف تكنولوجيا الوكيل الذكي فهو ليس سحر ولكنه يبحث عن نماذج السلوك التي يمكن أن يحددها ويوصفها ، فمثلا لو أن المستخدم يقوم كل صباح بقراءة البريد الإلكتروني ثم يعود إلى مشروع اليوم السابق فمن الممكن أن نصف هذا النموذج من السلوك، وبرنامج الحاسب الآلي سوف يحدد التصرفات أو الإحداث المتكررة حتى لو لم تكن متشابهة بدقة، وهذا هو هدف الوكيل الذكي والذي يعتبر برنامج يستطيع تحديد النماذج المتكررة للسلوك والمتشابهات بين الإحداث والأشياء والتغيرات فى النماذج خلال الوقت(4). ومن أهم التعريفات المذكورة فى أدب الموضوع حول البرامج الوكيلة ما يلي :
1. التعريف الأول : ( البرامج الوكيلة التي غالبا ما تدعى وكلاء هى برامج تتصرف بدلاً عن الموجودات الأخرى بطريقة مستقلة، وتؤدى تصرفات بدرجة من الترقب و/أو التفاعل، وتعرض درجة من الخصائص المفتاحية مثل التعلم والتعاون والتنقل، وهى تسكن الحاسبات والشبكات وتساعد المستخدمين مع المهام المتعلقة بالكمبيوتر )(5) .
2. التعريف الثانى : ( البرنامج الوكيل هو برنامج يؤدى مهام وعمليات بدلاً من مستخدمه فى بيئة الحاسبات، وهو ليس مثل تطبيقات البرامج الأخرى فالبرنامج الوكيل لديه خصائص الاستقلال والتنقل والقدرة على التعاون والقدرة على التفاعل باستقلال عن حضور مستخدمه، ولكي يصبح ذكى فهو لدية القدرة على التعلم وتكييف السلوك والقدرة على التفكير )(6).
وتتمتع البرامج الوكيلة بمجموعة من الخصائص والتي تميزها عن البرامج التقليدية ومن أهم هذه الخصائص ما يلي :
1. الاستقلال : وتعنى أن البرامج الوكيلة تعمل بدون تدخل مباشر من الإنسان أو الآخرين، ولديهم نوع من التحكم على تصرفاتهم وحالتهم الداخلية .
2. الترقب : أن الوكلاء لا يتصرفون ببساطة فى استجابة لبيئتهم بل يعرضون سلوك موجه الهدف " Goal-directed Behavior " من خلال اتخاذ المبادرة ويتصرفون لإنجاز أهدافهم، والترقب دائما ما يعتبر العنصر المفتاحى للاستقلال (7)
3. التكيف : فالوكلاء يجب أن يكونوا قادرين على التعلم عندما يتفاعلون مع بيئتهم الخارجية حتى يحسنوا أداؤهم مع الوقت، والبيئة الخارجية ربما تتضمن العالم الفيزيائي، والمستخدمين ( الإنسان )، ووكلاء آخرين أو الإنترنت، ولذلك نطلق على الوكلاء المتكيفة فى بعض الأحيان وكلاء التعلم "Learning Agents " لهذا السبب
4. التعاون : فالوكلاء يجب أن يكونوا قادرين على العمل بالاشتراك مع الوكلاء الآخرين وذلك خلال لغة اتصال الوكيل " " Agent-Communication Language لإنجاز هدف مشترك، والوكلاء ربما يتشاركون فى المعرفة ويتعلمون خبرات فى هذه العملية، إلا أن مفهوم التعاون قد يشير أيضاُ وفقاً لبعض الدراسات إلى تعاون الوكلاء مع المستخدمين وليس مع الوكلاء فقط(8)، ومفهوم تعاون الوكلاء مع المستخدمين يعنى أن الوكلاء لا تطيع الأوامر بطريقة عمياء ولكن لديهم القدرة على تعديل الطلبات، وتسأل أسئلة توضيحية، أو حتى ترفض أن ترضى طلبات محددة (9)
5. التفاعل : التفاعل يعنى إن الوكلاء تدرك بيئتها التي ربما تكون عالم فيزيائي " Physical World "، المستخدم خلال واجهة المستخدم الرسومية، مجموعة من الوكلاء الآخرين، الإنترنت، أو وربما كل هذا مجتمعين، ويستجيب بطريقة وقتية للتغيرات التي تحدث فيها، وهذا ربما يستلزم بأن يقضى الوكيل معظم وقته فى نوع من حالة الرقود Sleep State " " وهو سوف يستيقظ لو حدثت تغيرات فى بيئته ( مثل وصول بريد الكتروني جديد مثلاً )(10) .
6. التنقل : وتعنى هذه الخاصية قدرة الوكلاء على التحرك من آلة واحده إلى أخرى أو من شبكة إلى أخرى وعبر برامج وبناءات مختلفة خلال الشبكة لكى تكمل مهامها .
7. الذكاء : يتمثل الذكاء فى ثلاث قدرات أساسية هى : القدرة على التعلم، وتكيف السلوك، والقدرة على التفكير . والوكلاء الذكية يمكن أن تتعلم من أمثلة التدريب الصريحة التي يوفرها المطورون كما يمكن أن تتعلم من تفاعلاتها مع الوكلاء الآخرين والإنسان أو الحاسب الآلي، فهي تكيف سلوكها اعتمادا على الأمثلة والتفاعلات Interactions .
ولهذه البرامج تطبيقات عديدة في مختلف النشاط الإنساني والتي تبدأ من إدارة وتنقية البريد الالكتروني، وجدولة المواعيد، وإيجاد وتنقية المعلومات إلى حتى مجال السيطرة الجوية Air Traffic Control ، كما تملك العديد من التطبيقات والاستخدامات على شبكة الإنترنت والتى تغطى تقريباً معظم المهام التي يقوم بها المستخدمون على شبكة الإنترنت مثل بحث واسترجاع المعلومات، ومراقبة مواقع الوب، وإدارة البريد الالكتروني، والتسوق الالكتروني، وتوصيل الأخبار وغيرها من التطبيقات الأخرى، إلا أن من أهم تطبيقاتها على شبكة الانترنت على الإطلاق هو تطبيقها فى مجال بحث واسترجاع المعلومات والذي لا ينطوي فقط على عملية البحث والاسترجاع ولكن أيضا على وظائف أخرى مثل إدارة الأبحاث وتعقب صفحات الوب لإخطار المستخدمين بالتغيرات الحديثة، وكذلك تلخيص صفحات الوب، وتنقية وتحليل النتائج وإعداد التقارير، ويطلق على برامج البحث العاملة على شبكة الإنترنت ( وكلاء البحث الذكية Intelligent Search Agents ).
ووكلاء البحث الذكية على الإنترنت من أحدث البرامج المتطورة لبحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت، ومن المفترض أنها مطورة للتغلب على سلبيات ومشكلات محركات البحث فى عملية بحث واسترجاع المعلومات، وللتكيف مع الطبيعة المتنامية والديناميكية للانترنت، وهناك العديد من الدراسات التى تتوقع أن هذه البرامج سوف تكون مستقبل البحث وأنها سوف تحل محل محركات البحث فى المستقبل القريب وقد تكون الطرق الوحيدة للعمل على شبكة الإنترنت.
وقد ظهرت حول ظاهرة وكلاء البحث الذكية العديد من الدراسات المنشورة على شبكة الإنترنت والتي تحمل عناوين طنانة مثل : ( ثورة البرامج الوكيلة الذكية على شبكة الإنترنت، وغزو البرامج الوكيلة الذكية لشبكة الانترنت )، وغيرها من العناوين التى توضح للوهلة الأولى ما تلقاه هذه البرامج من اهتمام وما تنطوي عليه من إثارة وجدل وما يثار حولها من قدرات ومميزات ومبالغات أحياناً أخرى .
وهناك أمثلة عديدة من البرامج الوكيلة الذكية الموجودة الآن على الإنترنت والتي يتاح بعضها بمقابل مادي والبعض الآخر بالمجان بحيث يمكن للمستخدمين تحميلها على الحاسب الشخصي والقيام باستخدامها وتجريبها وتقيمها فى أى وقت، ومن أهم هذه البرامج : برنامج Firefly ، وبرنامج Autonomy ، وبرنامج Copernic ، وبرنامج BullsEye ، وبرنامج WebSeeker ، وبرنامج Infoseek Express .

أهداف الدراسة :
برامج البحث الذكية مثلها مثل أى برامج متطورة حديثاً تتطلب الدراسة العملية والتطبيقية للوقوف بشكل عملي على أهميتها ومميزاتها وسلبياتها فى بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت كما هو الحال مع محركات البحث والتي كانت محلاً للعديد من الدراسات التقويمية والتجريبية والدراسات المقارنة، خصوصاً أن هذه البرامج منذ تطويرها أثير حولها جدل ومناقشات عديدة حول فعاليتها وجدواها على شبكة الإنترنت، كما إنها تلقى اهتماماً مثيراُ وكبيراً فى الكثير من الدراسات المنشورة سواء على شبكة الإنترنت أو المنشورة فى العديد من المجلات العلمية المتخصصة بل أيضا كبرى المجلات العامة بالخارج، والحقيقة أن ظاهرة تطوير البرامج الوكيلة الذكية على شبكة الإنترنت هى التي جذبت الباحث لإعداد هذه الدراسة التي تهدف وفقاً لذلك إلى :
1. التعرف على أهم مميزات وعيوب الطرق المستخدمة حالياً فى عملية بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت والمتمثلة أساساً فى محركات البحث.
2. التعرف على مدى ملائمة هذه الطرق للطبيعة المتنامية والديناميكية للمعلومات على شبكة الإنترنت.
3. التعرف على فكرة وتاريخ ومفهوم وخصائص البرامج الوكيلة الذكية.
4. التعرف على أهم الفروق بين البرامج الوكيلة الذكية والبرامج التقليدية.
5. التعرف على أنواع وأهمية وتطبيقات البرامج الوكيلة الذكية .
6. تحديد تطبيقات ومهام البرامج الوكيلة الذكية المختلفة على شبكة الإنترنت.
7. التعرف على مدى قدرة البرامج الوكيلة الذكية على حل مشكلات استرجاع المعلومات على شبكة الإنترنت.
8. إجراء مقارنة بين برنامجين من البرامج الوكيلة التي تعمل على بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت، وقد اختار الباحث برنامج Copernic Basic وبرنامج Bullseye2 باعتبار أن هاذين البرنامجين من أكثر البرامج انتشاراً وأهمية على شبكة الانترنت ، ومن أكثر البرامج ذكراً فى أدب الموضوع كما أنهما متاحان بالمجان بحيث يمكن تحميلهما على الحاسب الشخصى والقيام بعملية التجريب والتقييم بحرية تامة ، وتهدف هذه المقارنة أساسا إلى :
- التعرف على الخصائص والمواصفات العامة لمثل هذه الأنواع من البرامج.
- التعرف على أسلوب وطريقة عمل هذه البرامج فى القيام بمهام البحث والاسترجاع على الإنترنت.
- التعرف على الوظائف والخدمات الأخرى التي يمكن أن تضطلع بها هذه البرامج مثل خدمات التحليل والتلخيص والتعقب والتنقية وإعداد التقارير وإدارة الأبحاث والنتائج.
- الوقوف على أهم الاختلافات العملية بين استخدام هذه البرامج واستخدام محركات البحث فى عملية بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت.
- التعرف بصورة عملية على أهم مميزات استخدام هذه البرامج فى بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الانترنت والتي تميزها عن محركات البحث.
- الوقوف أيضا على أهم سلبيات استخدام هذا النوع من البرامج في عملية البحث والاسترجاع.
- التعرف على أوجه الاختلاف والتشابه بين الخدمات المقدمة من كلا البرنامجين.
- تقديم الاقتراحات والتوصيات التى قد تسهم فى تلافى أية سلبيات حالية فى عمل ووظائف هذه البرامج.

أهمية الدراسة :
1. مع التدفق الكبير للمعلومات على الإنترنت، وصعوبة الوصول للمعلومات المناسبة فإن موضوع بحث واسترجاع المعلومات على الإنترنت أصبح محوراً للعديد من الدراسات العلمية وهو يعد لب موضوع الدراسة
2. تعتبر البرامج الوكيلة الذكية واحدة من أهم التطورات فى علم الكمبيوتر فى التسعينات، وقد دخلت هذه التكنولوجيا فى العديد من التطبيقات التي لا حصر لها مثل إدارة الشبكة، وإدارة البريد الالكتروني، والبحث الذكي على الإنترنت، والتسوق والتجارة الالكترونية، ... الخ، كما دخلت فى مجال المكتبات والمعلومات أيضا وبالتالي فهى ظاهرة تستحق الدراسة والبحث .
3. مصطلح وكيل حاليا فى رواج كبير فى صحافة الحاسبات المشهورة، وفى الصحف العلمية المتخصصة بل وفى المجلات العامة أيضا مثل : News Weak، وTime Magazine، وأصبح يطلق على هذه البرامج فى العديد من التقارير والعناوين المتوهجة : ( الثورة الجديدة فى البرامج )، كما أن هناك المئات من الدراسات المنشورة والمتصلة بالوكلاء والمتاحة على الإنترنت، وهذا يعد أعظم دلالة على أهمية هذه البرامج وعلى مدى شهرتها.
4. هناك العديد من الدراسات المنشورة على الإنترنت تدعو إلى ضرورة توفير دراسات أكاديمية لتقييم هذا النوع من البرامج، وخاصة أن العديد من الموردين يتيحون للمستخدم الحرية فى إجراء هذه التقييمات حيث يتيحون نسخة مجانية للمستخدم قبل أن يدفع مقابلاً مادياً للإصدارات التجارية(11)، وبالتالي جاءت دراسة الباحث لسد فجوة فى أدب البرامج الوكيلة ولتصبح دراسة الباحث من الدراسات العلمية المبكرة التي تناولت هذه البرامج بصورة نظرية وعملية .
5. توضح الدراسة لأول مرة أهم الفروق النظرية والعملية بين تكنولوجيا البرامج الوكيلة الذكية وتكنولوجيا محركات البحث فى عملية بحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت.
6. توضح الدراسة لأول مرة للمستخدمين طرقاً أخرى لبحث واسترجاع المعلومات على الإنترنت وهى وكلاء البحث الذكية، وتوضح وظائف هذه البرامج وكيفية التعامل معها وأهميتها ومميزات استخدامها وبالتالي، فهى تحيط المستخدمين علماً بأنواع حديثة من البرامج قد تكون بعيدة تماماً عن علمهم.
7. تحيط هذه البرامج مبالغات عديدة والكثير يتحدث عن أهميتها ومميزاتها وقدراتها على شبكة الإنترنت، وبالتالي يجب أن تتوافر دراسات تهدف بشكل عملي إلى التعرف على الواقع الفعلي لهذه البرامج بعيداً عن أية مبالغات أو تصورات مستقبلية أو دعايات تجارية.
8. اختارت الدراسة برنامجين من أهم البرامج الوكيلة التي تقوم ببحث واسترجاع المعلومات على الإنترنت وهما برنامج Copernic Basic وبرنامج Bullseye2 ، وقد حصلا على العديد من الجوائز من العديد من المجلات ومواقع الإنترنت المتخصصة، والدراسة المقارنة لهذه البرامج ستساعد فى التعرف عملياً على واقع وخصائص ووظائف وأهمية هذه البرامج على شبكة الإنترنت.
9. يزيد من أهمية الدراسة عدم توافر أية دراسات عربية تناولت البرامج الوكيلة الذكية، وهذه الدراسة ستفتح الباب لأول مرة لدراسة هذا المجال العلمي الحديث حيث تترجم مصطلحاته ومفرداته وتوضح مفاهيمه الحديثة المختلفة، كما أن الدراسة تغطى أهم الجوانب المتعلقة بالبرامج الوكيلة الذكية وهى المفهوم والخصائص والأنواع والتطبيقات تلك الجوانب الموزعة فى العديد من الدراسات المختلفة.

حدود الدراسة :
تتناول الدراسة الموضوعات التالية :
- فعالية الطرق الحالية لبحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت.
- مفهوم وخصائص وأنواع وتطبيقات البرامج الوكيلة الذكية.
- ويتناول الجانب العملي للدراسة مقارنة بين اثنين من البرامج الوكيلة التي تقوم ببحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت وهما :
- برنامج Copernic Agent Basic : وهو برنامج يوفر إمكانية البحث فى معظم صفحات الوب للحصول على نتائج مناسبة عالية الجودة، فمن خلال استفسار واحد يقوم هذا البرنامج باستشارة أكثر من ( 90) محرك بحث مجمعة فى حوالي عشر فئات، ويجمع نتائجها ويزيل المتكرر ويحتفظ فقط بأفضل المعلومات المجمعة من محركات البحث، هذا فضلاً عن وظائف إدارة الأبحاث والنتائج .
- برنامج 2 Eye Bulls: يعرض هذا البرنامج أوسع تغطية بحثية على شبكة الوب حيث يعطى القدرة على استفسار مئات من محركات البحث (حوالي 800 محرك بحث ) فى وقت واحد، ويعطى القدرة للنظر إلى النتائج والتصفح فى الوقت نفسه، ويعرض مجالات بحث متخصصة تعطى الفرصة للوصول إلى المعلومات التى يحتاجها المستخدم، ويساعد على تنظيم النتائج وخلق تقارير وإرسالها إلى الأصدقاء والزملاء .

منهـــج البحــــــث :
اعتمد الجانب النظري للدراسة بشكل أساسي على قراءة وتحليل أدب الموضوع خصوصاً الأدب الأجنبي الذي تناول الجوانب المختلفة لبرامج البحث والاسترجاع على الإنترنت والجوانب المتعلقة بالبرامج الوكيلة الذكية . مع الإشارة أن الجانب النظري هذا لم يعتمد على القراءة والنقل فقط ولكنه اعتمد في المقام الأول على المنهج التحليلي لأدب الموضوع بهدف الوصول إلى ملاحظات واستنباط نتائج وإبراز وإضافة جوانب غير واضحة أو غير مباشرة أو غير مذكورة أساساً، واعتمادا على المنهج التحليلي هذا استطاع الباحث المشاركة والإضافة في العديد من جوانب أدب الموضوع خصوصأ في الجوانب التالية:
1. قيام الباحث بتحديد أسباب تعدد تعريفات البرامج الوكيلة الذكية، وعرضه للملامح العامة لهذه التعريفات.
2. تجميع خصائص البرامج الوكيلة الذكية من العديد من الدراسات المختلفة، وعرض المترادفات المختلفة المذكورة حول هذه الخصائص، مع توضيح المفاهيم المختلفة لكل خاصية.
3. تحديد وتجميع معظم تطبيقات البرامج الوكيلة الذكية المذكورة في العديد من الدراسات المختلفة ووضعها في جدول واحد، وكذلك إعداد جدول يجمع كل مهام هذه البرامج على شبكة الإنترنت.
4. إعداد قائمة بأسماء البرامج الوكيلة الذكية العاملة على الإنترنت وتصنيفها وفقاً لوظائفها المختلفة.
5. استنباط وتجميع وتصنيف أهم مشكلات محركات البحث على شبكة الإنترنت مع توضيح كيفية مواجهة هذه المشكلات باستخدام تكنولوجيا البرامج الوكيلة وتوضيح ذلك فى جدول مقارنة.
6. تجميع وعرض أهم الخصائص والمواصفات لوكلاء البحث الذكية التي تقوم ببحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت.
أما الجانب العملي المتمثل في التقييم والمقارنة بين برنامج Copernic Basic وبرنامج Bullseye2 فقد اعتمد الباحث على منهج دراسة الحالة من خلال دراسة ووصف وتقييم كل برنامج على حدة، أما الأداة المستخدمة في عملية التقييم والمقارنة فهي قائمة مراجعة تشتمل على الخصائص والمواصفات والمعايير المتصلة بنوعية برامج الدراسة، وهذه المعايير والخصائص تم تجميعها بالطرق التالية:
1. الدراسات النظرية المختلفة، وبالرغم إنه مصدر غير خصب لأن معظم هذه الدراسات لم تهتم بشكل مباشر بتحديد خصائص ومواصفات هذه البرامج ولكنها كانت تقدم وصف مختصر لبعض الأمثلة .
2. ملفات المساعدة Help Menu للعديد من البرامج المختلفة التى قام الباحث بتحميلها بالمجان على الحاسب الشخصي وهى من نفس فئة البرامج محل الدراسة، وهذا المصدر فى الحقيقة كان مصدراً خصباً لتجميع هذه الخصائص، حيث أن هذه الملفات هى المصدر العملي الواقعي للتعرف على طبيعة ووظائف وخصائص هذه البرامج، ومن أهم هذه البرامج ما يلى : برنامج Web seeker (12) - برنامج Web Ferret (13) - برنامج Webfoil(14)- برنامج infoseek Express (15) -برنامج First Stop WebSearch (16) .
3. بالإضافة إلى تحليل قوائم المساعدة فإن الباحث اعتمد أيضاً على التعامل المباشر مع هذه البرامج المجانية بالإضافة إلى برامج الدراسة وهذا ساهم بشكل كبير على استنباط العديد من المعايير .
4. الصفحات الرئيسية Homepages للشركات المطورة للبرامج الوكيلة الذكية وهى من أهم المصادر التى اعتمد عليها الباحث وخاصة أن بعض هذه المواقع كانت تشتمل أيضاً على خصائص الإصدارات التجارية التى تقوم هذه الشركات بإصدارها مثل : برنامج Copernic professional وبرنامج Copernic personal وبرنامج Bullseye pro وبرنامج Deep Query manager، وهذا ساهم ليس فقط فى التعرف على خصائص الإصدارات المجانية التي عادة ما تكون محدودة بل أيضاً إلى خصائص الإصدارات التجارية منها والتى تكون أكثر كفاءة وتطوراً وشمولاً .
5. مجموعة كبيرة من الدراسات المنتشرة على شبكة الإنترنت التى قامت بتقييم ومقارنة نظم استرجاع المعلومات على شبكة الإنترنت وذلك لاستنباط المعايير العامة التى يجب أن تتوافر فى أى نظام لاسترجاع المعلومات .
6. هذا بالإضافة إلى الدراسات العربية التي اهتمت بتقييم وظائف محركات البحث وأهمها دراسة الدكتور [ زين عبد الهادي ] لتقييم محركات البحث وفقاً لمعايير محددة والتي اعتمدت عليها دراسات أخرى مثل دراسة [ داليا نصار رياض ] التي اهتمت بتقييم محركات البحث العربية، وكذلك دراسة [ ضياء الدين عبد الواحد ] التي اهتمت بتقييم واجهات استخدام محركات البحث(17)(18)(19) .
وقد استطاع الباحث من خلال هذه المصادر تجميع عدد كبير من الخصائص والمعايير التي وصلت إلى حوالي (438) معياراً، ونظراً لكثرة هذه المعايير ومن أجل تحقيق عامل السهولة والبساطة فى عرضها وتطبيقها فقد تم توزيع هذه المعايير على حوالي (16) قسماً تمثل الوظائف الأساسية لنوعية برامج الدراسة وهى كالتالي :
1. المواصفات العامة Public Specifications
2. وظيفة البحث Searching
3. وظيفة إدارة بيان الاستفسار Query History
4. وظيفة عرض النتائج Results Display
5. وظيفة تنقية النتائج Filtering Results
6. وظيفة تصفح النتائج Results Browsing
7. وظيفة إدارة التقارير Report Management
8. وظيفة البحث خلال النتائج Search Refine
9. وظيفة إدارة أدلة الكتب Bookmarks
10. وظيفة إدارة الأبحاث المحفوظة Saved Searches
11. وظيفة تعقب صفحة وب وبحث Search & Web Page Tracking
12. وظيفة التلخيص Function Summary
13. التكامل مع إنترنت اكسبلورر Internet Explorer Integration
14. التهيأة Customizing
15. التوافـــق Compatibility
16. قائمة المساعدة Help Menu

فصول الرسالة :
تم تحقيق أهداف الدراسة المختلفة خلال سبعه فصول أساسية حيث كل فصل منهم يحقق أهدافاً محددة على النحو التالي:
§ الفصل الأول: استرجاع المعلومات على شبكة الانترنت
§ الفصل الثاني : مفهوم وخصائص البرامج الوكيلة الذكية
§ الفصل الثالث : أنواع وتطبيقات البرامج الوكيلة الذكية
§ الفصل الرابع : مفهوم وأنواع وكلاء المعلومات
§ الفصل الخامس : وظائف برنامج Bullseye2 وبرنامج Copernic Basic
§ الفصل السادس : إدارة الأبحاث ببرنامج Copernic Basic وبرنامج Bullseye2
§ الفصل السابع : إدارة النتائج ببرنامج Basic Copernic وبرنامج Bullseye2
§ وأخيرا : النتائج والتوصيات :ومن أهم النتائج التى انتهت إليها الدراسة ما يلي :
1. مشكلات محركات البحث كانت الدافع الأساسي إلى الحاجة إلى تطوير أدوات بحث أكثر ذكاء من محركات البحث، وهذه الأدوات تطورت بالفعل تحت مسمى البرامج الوكيلة الذكية التي تستطيع مواجهة وحل معظم مشكلات وسلبيات محركات البحث على الإنترنت حيث تستطيع تغطية أكبر قدر ممكن من الوب اعتمادا على استشارة مئات من محركات البحث، كما تستطيع التغلب على مشكلة تضخم المعلومات من خلال قدرتها على تنقية وتجميع المعلومات باستقلال بدلاً من المستخدم وتوفير قدرات إدارة وتحليل وجمع وفرز وتلخيص النتائج المسترجعة، كما أنها بقدرتها الكبيرة على تحليل النتائج تستطيع حذف الروابط المتكررة والباطلة مما يقلل من عدد النتائج المسترجعة إلى المستخدمين وتعرض عليهم المعلومات الأكثر دقة وجودة وخاصة مع قدرتها على الاستفادة من التغذية الراجعة للمستخدم، وهذه البرامج قادرة على العمل باستمرار وقادرة على العمل فى غير ساعات الذروة وهى قد تعمل والمستخدم خارج الخط وهى بذلك تقلل تكاليف الاتصال، كما أنها تساعد فى تقليل سعه النطاق للشبكة عن طريق قدرتها على التنقل والذهاب إلى الخادم الذى يوفر الخدمة بدلاً من عبور ونقل البيانات عبر الكابلات،كما تتميز أيضا بقدرتها على إمداد البحث إلى كل من الوب المرئى وغير المرئى، وتستطيع التكيف وفقا للبيئة التى تعمل فيها ووفقا لأولويات واهتمامات مستخدمين مختلفين، كما تستطيع إمداد المستخدمين بالتطورات والتغيرات الحديثة بمجرد ظهورها، وهى تسمح بقدر كبير من التهيأة وفقا لرغبات المستخدمين . وبالتالي فإن مميزات وقدرات البرامج الوكيلة الذكية هذه تؤهلها بالفعل لأن تكون الأدوات الأكثر فعالية وكفاءة لبحث واسترجاع المعلومات على شبكة الإنترنت فى الوقت الحالي وفى مستقبل الإنترنت أيضاً.
2. بالرغم ما تتمتع به البرامج الوكيلة الذكية من مميزات وقدرات إلا أنها تعتبر الطرق الأقل شهرة وشعبية عن محركات البحث التي تتميز بشهرة وشعبية كبيرة بين مستخدمي الإنترنت، وبالتالي فإن هذه البرامج بالرغم من أهميتها ومميزاتها إلا إنها من وجهة نظر الباحث لا تستطيع بسرعة وبسهولة التغلب على محركات البحث الأكثر ألفة بين المستخدمين بحيث تكون الملجأ الأول والأخير لهم لتنفيذ المهام المختلفة على شبكة الإنترنت .
3. أهم ما يميز البرامج الوكيلة الذكية عن البرامج التقليدية هو قدرتها على القيام والتصرف بدلا من مستخدميها بعد تفويض المهام إليها حيث تعمل مثل المساعدين الشخصيين، كما أنها ديناميكية وليست ساكنة، وتعمل بطريقة مستقلة، كما أنها قادرة على التكيف والتعلم وتقوم بعملها باستمرار بدون توقف، وقد تتخذ المبادرة لتنفيذ المهام، وقد تنتقل من خادم إلى آخر، وهى تعمل وفقا لقاعدة بيانات معرفية تنمو باستمرار من خلال التعلم من المستخدم وردود فعل البرنامج، كما أن تصرفاتها تتغير وليست ثابتة حيث يمكن أن تتحسن مع الوقت وفقا لخبراتها السابقة.
4. تتميز الوكلاء بتعدد تطبيقاتها واستخداماتها فى العديد من النشاط الإنساني، حيث تستخدم فى كل أشكال الأعمال والاتصال والتجارة والصناعة والصحة، ولها معدل عال من التطبيق على شبكة الإنترنت. والوكلاء أيضا لديها قابلية كبيرة للتطبيق فى مجال المكتبات وذلك فى قطاعات كثيرة مثل الخدمات العامة والخدمات المرجعية والخدمات الفنية، ويهدف استخدام الوكلاء فى المكتبات أساسا إلى ميكنة الأعمال الروتينية والمتكررة وذلك للحفاظ على وقت العاملين للتفرغ للمهام الأكثر تعقيدا وأهمية .
5. الإنترنت يمثل ارضاً خصبة لعمل الوكلاء، حيث أن الوكلاء لديها معدل عال من التطبيق على شبكة الإنترنت فهى يمكن أن تستخدم لبحث واسترجاع المعلومات وتنقية وتجميع الأخبار ، ولتعقب ومراقبة صفحات الوب، وإجراء محادثة بسيطة مع الإنسان، والعمل كممثل بيع وموظف استقبال، والرد على الأسئلة المتكررة، وتنقية وفرز البريد الإلكتروني، والتسوق، وتوفير مواد المتعة والتسلية، والبحث عن وعرض المعلومات الحكومية، وإدارة وتسريع عمليات التحميل، وتسريع عمل المستخدم، ومنع المحتوى الكريه، والقيام بالمهام المتكررة مثل ملء النماذج، وقتل النوافذ القافزة، وحماية خصوصية عمل المستخدم
6. من أهم الملامح المشتركة لفئة برامج الدراسة التي تم تقيمها والتي تقوم بعملية البحث والاسترجاع على شبكة الانترنت ما يلي :
§ برامج عميلة تحمل على الحاسب الشخصي للمستخدم وبالتالي فهي متاحة دائما للمستخدم، والبعض منها مجاني والبعض الآخر متاح بشكل تجارى.
§ تتطلب إلى حد ما معرفة مسبقة ولو بسيطة قبل الاستخدام للاستفادة القصوى من إمكانياتها.
§ يطلق عليها وكلاء البحث المتعددة لأنها تعمل من خلال توظيف واستخدام محركات البحث الأخرى المتاحة على شبكة الإنترنت وبالتالي تجنب المستخدم صعوبة تعلم استراتيجيات بحث لأدوات البحث المتنوعة التي قد تصل إلى 2500 أداه بحث، وقد تقترح له أدوات بحث لم يستخدمها سابقاً.
§ لا تقوم بالبحث على الوب فقط بل تسمح أيضا بالتسوق على الوب، وبحث مصادر الأخبار، وبحث مجموعات المناقشة، وتلخيص صفحات الوب، وتحديث الأبحاث بشكل دوري، ومراقبة وتعقب التغيرات الحديثة بمجرد ظهورها، وإدارة الأبحاث والنتائج .
§ تغطى نسبة كبيرة من الوب لقدرتها على استشارة مئات من محركات البحث فى نفس الوقت، وهى تستشير محركات البحث وكذلك الأدلة الموضوعية ومحركات البحث المتعددة.
§ تقوم بعملها من خلال خمس خطوات أساسية وهى: تحديد محركات البحث الملائمة للاستفسار المستخدم، وإرسال الاستفسار إلى العديد من محركات البحث بشكل متزامن وتجمع وتستقبل النتائج، وتنقية وترتيب وتحليل النتائج، وعرض النتائج، وفى النهاية تحديث النتائج لمواكبة التغيرات الحديثة .
§ توفر مجالات وفئات بحث محددة مسبقاً وهى قواعد بيانات متخصصة فى نوع محدد من المعلومات تسمح للمستخدم بتحديد مجال المعلومات الذى يبحث عنه سواء أخبار أو الصحة أو التسلية أو الرياضة وغيرها مما يسمح باسترجاع معلومات مطابقة بشكل أفضل لاستفسار البحث.
§ تستشير محركات البحث الملائمة لاستفسار البحث، فمحركات البحث التى يستشيرها البرنامج عند البحث عن الأخبار تختلف عنها عند البحث عن ملفات صوتية أو عند التسوق على الوب، وبالتالي فهي تجنب المستخدم القيام بالبحث عن محركات البحث المناسبة لاستفساره من بين مئات من محركات البحث المتاحة.
§ تقوم بصياغة استراتيجيات بحث فعالة من طلبات اللغة الطبيعية وتستخدم أفضل استراتيجيات بحث مناسبة لكل محرك بحث على حدة، وتراجع استراتيجيات البحث أتوماتيكياً من خلال التعلم من أنشطة المستخدم.
§ توفر شاشة البحث السريع لتسمح بإطلاق بحث سريع وبسيط وفقا للطريقة المألوفة للتعامل مع محركات البحث التقليدية، وبالتالي فهي توفر طرق بحث لكل من المستخدم المبتدىء والمستخدم الخبير أيضا.
§ تسمح بالبحث باستخدام الحقل حيث يمكن البحث على الوب عن أفلام باسم الفنان أو شراء كتاب باسم المؤلف مما يبسط ويسهل عملية البحث وكأنك تبحث فى فهرس مكتبة.
§ تساعد فى مواجهة مشكلة تضخم المعلومات من خلال قدرتها على إدارة وتحليل وجمع وفرز وتلخيص النتائج المسترجعة من البحث.
§ قادرة على إمداد البحث إلى كل من الوب المرئي والوب غير المرئي .
§ تقوم بحذف النتائج المكررة والنتائج المكررة مع عناوين غير مطابقة والروابط الميتة والروابط غير المطابقة لاستفسار البحث، وبالتالي فهي تقدم نتائج عالية الدقة، كما تستطيع اكتشاف لغة الصفحة وحجم الصفحة وتاريخ آخر تعديل.
§ تسمح للمستخدم بتقديم تغذية راجعة عن النتائج المسترجعة، فالنتائج التي يرفضها المستخدم قد لا تسترجع مرة ثانية لنفس البحث.
§ تعيد إجراء البحوث بشكل أتوماتيكى وفقا لجدول دوري لإحاطه المستخدم علما بالنتائج الجديدة المتعلقة ببحثه من خلال إرسال تقارير بالبريد الإلكتروني عن النتائج الجديدة.
§ تتعقب وتراقب صفحات ومواقع الوب لتنبيه المستخدم بأية تغيرات أو أحداث جديدة عن طريق البريد الإلكتروني أو على الأجهزة المحمولة باليد أو على سطح المكتب لجهاز المستخدم.
§ تقوم بتلخيص وثائق الوب فى اى حجم وفى لغات متعددة حيث تستخلص أتوماتيكياً مفاهيم وجملاً مفتاحية من الوثيقة مما يساعد المستخدم فى الحكم بسرعة وبسهولة على مدى أهمية الصفحة بدلا من قراءة الصفحة بالكامل، مع إمكانية طباعة أو حفظ أو مشاركة تقارير التلخيص مع الأصدقاء والزملاء بواسطة البريد الإلكتروني.
§ تسمح للمستخدم بإجراء العديد من المهام خارج الخط المباشر مثل مراجعة النتائج وعرض صفحات الوب وتحليل وفرز وتنقية النتائج والبحث خلال النتائج وإعداد تقارير وهذا يحفظ تكاليف الاتصال.
§ إمكانية إجراء بحث سريع أو متقدم على مجموعة النتائج المسترجعة بدون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت مرة أخرى، وكذلك تسمح بالبحث عن كلمات مفتاحية داخل محتويات صفحات الوب.
§ تحفظ الأبحاث بما فى ذلك نتائجها وتحمل صفحات الوب على القرص الصلب مع إمكانية تنظيم هذه الأبحاث المحفوظة فى مجلدات مما يتيح للمستخدم تصفح صفحات الوب خارج الخط فى أى وقت.
§ تحفظ الأبحاث التى قام بها الباحث أتوماتيكياً فى مجلدات بما فى ذلك نتائجها للسماح بإعادة أو تعديل أو تحديث بحث بسرعة أو لمراجعة الأبحاث والنتائج خارج الخط فى أى وقت أو لفتح صفحات الوب التي سبق عرضها، مع توفير خيارات عديدة لعرض وفرز الأبحاث، وكذلك توفير معلومات مفصلة عن كل بحث.
§ تمكن المستخدم من بحث الوب فى لغات غير الإنجليزية مثل الوب الفرنسي والألماني والروسي وغيرها من اللغات.
§ توفر وظائف لإدارة النتائج حيث تسمح بفرز وتجميع وتحليل وتنقية النتائج، وكذلك البحث خلال قائمة النتائج وطباعة النتائج، وإعداد تقارير بالنتائج وكل هذا بدون اتصال بالإنترنت مما يساعد فى تقليل تكاليف الاتصال
§ تقدم خيارات لاسترجاع نتائج بحث فى أشكال مختلفة، وكذلك تسمح بفرز النتائج وفقا لمعايير مختلفة مثل ( عنوان الصفحة – عنوان الموقع –درجة الملائمة ..)، مع تغير نظام الفرز سواء تصاعدي أو تنازلي .
§ تتيح تجميع نتائج البحث وفقا لمعايير مختلفة مثل: ( درجة الملائمة – تاريخ الزيارة – والحالة – تاريخ الإيجاد، تاريخ آخر تعديل )، وكذلك بواسطة الموضوع أو الدولة التى جاءت منها الصفحات.
§ توفر معلومات مفصلة عن النتائج تتضمن : ( عنوان الصفحة والموقع – ودرجة الملائمة – وحجم الصفحة – ملخص– اللغة -تواريخ – مفاهيم مفتاحية ..)، وتوفر إمكانية تحشية النتائج وإلغائها، وكذلك إضافة أية نتائج صادفها المستخدم لكى تصبح جزء من قائمة النتائج .
§ تمكن المستخدم من إعداد تقارير بالنتائج المسترجعة فى أشكال ملفات متنوعة ومختارة ومشاركتها بالبريد الإلكتروني مع الأصدقاء والزملاء، وكذلك طباعتها وتنظيمها فى مجلدات على جهاز المستخدم، مع إمكانية التحكم فى صياغة التقرير وفى المعلومات التي يتضمنها سواء كانت صفحات كاملة أو أجزاء من الصفحات أو صفحات محددة مختارة
§ تنقية نتائج البحث مما يسمح للمستخدم بعمل قائمة بالنتائج وفقا لمعايير مختلفة مثل : المنطقة والحالة واللغة والامتداد والتاريخ ودرجة الملائمة وغيرها من خيارات التنقية.
§ حفظ صفحات الوب المحملة التى سبق عرضها بحيث إذا اختار المستخدم نفس الصفحة فى اى وقت يمكن أن تفتح خارج الخط .
§ أوقات استجابة طويلة مقارنة بالاستجابة الفورية لمحركات البحث ووقت الاستجابة يعتمد على السياسات المحددة للبحث.
§ يمكن تهيئتها وتكيفها وفقا لرغبات واحتياجات المستخدم لأقصى درجة ممكنة، وبالتالي يطلق عليها أحيانا البرامج الشخصية.
-------------------------------------------------
هوامش :
1. UC Berkeley SIMS. How Much Information? . http://www.naweb. unb. ca/ htm.
2. Hermans, Bjorn .Intelligent Software agents on the Internet : an inventory of Currently Offered Functionality in the Information society and prediction Of near Future Developments . http://citeseer.nj.nec.com/.1997
3. Introduction to Intelligent Agents.http://www.cs.yorku. ca/ course_archive/2002-03/F/6390A/ slides/week1
4. Susan Feldman . Intelligent agents : A primer http://www.infotoday.com/searcher. /oct99/ feldman+yu.htm 1999
5. Evans, Richard , Green, Shaw . Software Agents : A Review. http://www cs.tcd.ie/research. _groups/aig/iag/iag.html.1997
6. Intelligent Agent :Overview > http://www.lc.leidenuniv.nl/awcourse / oracle / em .920 /a96676/chap1.htm [
7. Yves Lesperance . Introduction To Intelligent/ autonomous agents and multiagent systems .
8. Avgoustos. A. Tsinakos and Konstandinos. G. Margaritis . Search Advisor : training Internet Users Towards Search Session http:// naweb. unb. ca/ proceedings/ 1997/tsinakos. /tsinakos.html 1997
9. What Is An Agent http://www. the he brow university .defoq.html .
10. Björn Hermans.Intelligent Software agents on the Internet : an inventory of Currently Offered Functionality in the Information society and prediction Of near Future Developments http://citeseer.nj.nec.com/
11. Automating Your Search . http://naweb.unb.ca/proceedings/htm.
12. Web seeker .http://www.Web seeker.com
13. Web Ferret. http://www.zdnet.com/ferret/
14. Webfoil.http://www. Webfoil. Jwarp.com
15. infoseek Express.http://www. infoseek Express.com
16. First Stop WebSearch.http;//www. First Stop WebSearch.visual
17. داليا نصار رياض . محركات البحث العربية على الانترنت : دراسة تقيمية .ـ إشراف محمود عفيفي، زين الدين محمد عبد الهادى .ـ القاهرة : جامعة حلوان، كلية الآداب،2004 ( أطروحة ماجستير)
18. ضياء الدين عبد الواحد حافظ . واجهات الاستخدام لنظم استرجاع المعلومات المتاحة على شبكة الانترنت : دراسة تقيمية .ـ إشراف سهير احمد محفوظ، زين الدين محمد عبد الهادى .ـ القاهرة : جامعة حلوان، كلية الآداب،2004 ( أطروحة ماجستير)
19. زين الدين عبد الهادى . محركات البحث على شبكة الانترنت : دراسة تجريبية مقارنة . مجلة المكتبات والمعلومات العربية .ـ س22، مج2 ( ابريل 2002) ص ص 5-44.
-------------------------------
(*) سامح زينهم عبد الجواد. خدمات معلومات البرامج الوكيلة الذكية : دراسة مقارنة / سامح زينهم عبد الجواد؛ إشراف محمد فتحى عبد الهادى، أمنية مصطفى صادق.- شبين الكوم، 2006.- 394ص.- أطروحة (دكتوراه) – جامعة المنوفية - كلية الآداب. قسم المكتبات والمعلومات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More