الجمعة، يناير 31، 2014

صراع العقل والواقع .. 1

المشــــهد الســـادس 



رجعت حنين إلى منزلها تفكــر فى ما سمعته من الموجه مُحاولة أن تقنع نفسـها بأنها أصبحت داخل حلم لم يكن لها من البداية فقط فُرض عليها لأنهآ أنثى ريفية ، وعليها أن تثبت لنفسها أنها كانت تستحق ان تمتلك أحلامها وطموحاتها الخاصة .

هامت على وجهها داخل خيالات الليل تفكر فيما قد تفعله لتشعر بأنها داخل حلمها وتسعى لتحقيقه ، تصارعت مع أنين حلمها القديم وتوهاته وتوسلاته اليها ، هربت من صراعات عقلها وأفكاره الجنونية وبحوره الشاسعة ، 
قائلة له :- " لا يمكنكـ أن تلغى إرادتى مهما كانت قوتك وسيطرتك على حياتى ، عقلى ان كنت عقلى فبادر بإثبات ذلك"

لم تدعى الجنون ولم تكن يوما مجنونة رغم رغبتها فى ذلك ، ولكنها تشعر بأن عقلها  شخص يحيا داخل كيانها تتحاور معه داخل عالمها الخاص جدا .

وبعد حديث طويل ارتاحت حنين لكونها أخصائية مكتبات بإحدى المدارس الحكومية وأقنعت نفسها أن عليها المحاولة ، وعليها أن تحب عملها كى تُبدع فيه مهما كان ما به من أشواك ومطبات ... وغير ذلك .


    وفى اليوم التالى .... ذهبت بروح التحدى الى العمل ، وقد خططت وهى بطريقها أن تتعرف على العمل أكثر فأكثر بأمر الله تعالى ، وصلت الى المدرسة ألقت السلام على الموجودين ومضت على دفتر الحضور وفى دقيقة كانت داخل المكتبة تفتح الشبابيك والمراوح حتى تشرق الشمس وتتغلغل أشعتها بين الكتب على الرفوف ، ولكن كان هناك ما يعيق ذلك :( فقد كانت تلال الأتربة تمنع حتى الرؤية الواضحة وكأن المكتبة ليست سوى مخزن لحفظ المستندات .

نزلت الى مديرها تخبره عن رغبتها فى تنظيف المكتبة ولذلك فهى تريد العامل المسؤول عنها فأخبرها انها سيلحق بها حالاً ، فرفعت الكراسى على الترابيزات كنوع من المساعدة فأتى لها العامل متأففاً وقال :-
" هو حضرتك لسه مجهزتيش ؟"
حنين :- مجهزتش ايه ! 

العامل :- الأبلة عبير كانت بتنادى عليا أجى ألاقيها رافعة الكراسة وشايلة السجاد ومنفضاه 

حنين :- نعم ، وانت هتعمل ايه؟! 

العامل :- هاكنس حضرتك ، وبعد ما أخلص تفرشى وتنضى براحتك 

حنين :- صمت خيم على جدرانها وشلال من الأفكار الغريبة وصراخ يسألها من أنتِ؟ وما تعملين داخل هذه المدرسة ؟ 

خرجت من صمتها بدهشة فقالت :- هو انا هاشيل السجاد دا كله وانفضه وارجع افرشه وانفض الرفوف والترابيزات والكراسى والأجهزة والمجلات واللوحات


العامل :- أيوة ، مش مكتبتك .

حنين :- طيب ادينى (المقشة) دى كدا 

العامل :- ليه ؟


حنين :- جيبها بس 

العامل :- اتفضلى 


حنين :- اتفضل حضرتك بقا انا مش محتاجة مساعدة ، وعايزة اقفل الباب بتاع مكتبتى 

وخرج يتمم بكلمات غير مفهومة لها ، وهى تتصارع مع من يصرخ داخلها ليهتز كيانها ألماً ، واغلقت الباب بعد ان اخرجت أعداد وقطع السجاد وبدأت معركة حامية بينها وبين الأتربة ولم تشعر بالوقت ولا بأى شىء سوى إنها تُنفس عن غضب جارم يتغلل أوصالهآ .
ويدور سؤالاً واحداً تخرج منه كافة الأسئلة ..... ماذا تفعلين ؟ ....... 

خبط الباب وكانت الأستاذة تهانى :- ايه ى حنين من ساعة ما طلعتى وانت قافلة على نفسك بتعملى ايه ؟

فتحت حنين الباب :- مفيش ى ابلة دا انا بنفض المخزن دا علشان اعرف اشوفه كويس 

أ/ تهانى :- ايه دا انتِ بهدلتى نفسك كدا ليه ، وعلي الزفت ماكنسشى ليه ؟!

حنين :- لا كتر خيره والله هو عرض انه يكنس بس بصراحة انا قلت له كفاية عليه جاب لى (المقشة) .

أ/ تهانى :- طيب مش عايزة اى مساعدة 

حنين :- شكرا لحضرتك .

أغلقت الباب وأنهت عملية التنظيف المكتبة ونزلت لتجد أنها الوحيدة بالمدرسة فالكل قد رحل وظل العامل على ومدير المدرسة فى انتظارها ، وقد كرر المدير نفس سؤال أ/ تهانى وردت حنين بنفس الرد ، واستأذنته فى الذهاب وخرجت تبحث عمن يقلها وهى فى تلك الحالة والحمد لله ربنا رزقها بتوك توك ابن حلال أوصلها الى المنزل .






وعلى حنين أن تعرف أنها ستواجه صراعاً أقوى الليلة بعد ذلك اليوم وتفاصيله المشتتة .








-*-*-*-*-*

نلتقى بأمر الله فى يوماً أخر ويومية أخرى 
الجمعة القادمة بأمر الله تعالى





0 التعليقات:

إرسال تعليق

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More