الجمعة، فبراير 28، 2014

تصادم .. (1)



المشـــــهد التاسع 



وبقلم وورقــة خططت حنين خطة للعام الدراسى قريبة من الخطة اللى كانت بتفحصهاآ وكانت بتجهزهآ علشان تعرضها على الموجه وبدأت تتفاءل نوعاً ما بشغلهآ كأخصائى مكتبات ، وجدته كبصيص أمل لتحقيق طموح وحلم كان بيحتضر فى وقت من الأوقات 
وحددت خطة عملها طول العام الدراسى من ندوات ومحاضرات ومناظرات وراقت لها فكرة وجود يوم إذاعى خاص بالمكتبة وبدأت فى كتابة مقدمة خاصة لليوم دا تكون كل كلمة فيه تدل على انه يوم الإذاعة المكتبى .

   بعد عدة أيام رجعت الأستاذة عبير من أجازة الوضع وتعرفت على حنين وتبادلا التعارف والأحاديث المختلفة وذكرت لها حنين بأنها لم تدرس بالكلية سوى الأعمال الفنية أجابتها أ/ عبير :- مع الوقت هتتعملى الموضوع سهل اوى متقلقيش 

حنين :- اها انا اخت معايا سجل الخطة من كام يوم وشفته وعرفت الامور ماشية ازاى وعملت خطة كدا ياريت تبقى تشوفيها علشان تقوليلى كويسة ولا محتاجة تعديلات 

أ/ عبير :- هى فين ؟

حنين :- هاجيبها لحضرتك بكره ان شاء الله 

         ولكن أ/ عبير لم تخبر حنين بأنها قد قامت بعمل أجازة اعتيادية من أول يوم الغد ولمدة 15 يوماً ، وانتظرتها 3 أيام ولم تأتى فذهبت لتسأل الأستاذة / تهانى بما أنها أقرب صديقة لها عن سبب غيابها فأخبرتها بانها فى أجازة اعتيادية واستغرب الموجودين بعدم علمها وأحست حنين بإحساس الإهمال والإهانة وأكثر،فــ هى لم تدرك وصفاً لما أحسته حينها .

    اقترب موعد بدء الدراســة ولابد من اعادة تنظيم وتجهيز المكتبة فشرحت فى يوم الخميس فى تنظيفها وأبدلت شيئاً طفيفاً فى طريقة ترتيب الأساس أعطى اتساعاً ملحوظة داخل المكتبة ومع بعض البخــور ضاعت رآئحة الأتربة وأعادت تنظيم الكتب فى كل فرع من الفروع فــ ظهرت لألأت الكتب وعبيرها .

أول يوم بالدراســة أتت أ/ عبير وبعد طابور الصبآح طلعا معاً لفتح المكتبة فهى بالدور الثانى كما هى ولكن تغيرت بالداخل وبدا على ملآمح الأستاذة عبير عدم الارتياح ولا تعرف حنين السبب فسالتها 
:- إيه رأيك حضرتك مش كدا تحسى انها واسعة اكتر 

أ/ عبير :- أه   ( نطقتها وكأنها مُرغمة على قولهآ) 

تجاهلت حنين ذلكـ وقالت فى نفسها ربما يكون هناك سبباً ما يزعجها وليس من شأنى أن أستفسر ربما شيئا شخصياً ، ونالت حنين فى صباح هذا اليوم إطراً سخياً من بعض المترددين على المكتبة من أعضاء هيئة التدريس والدائمى التواجد على حسب ما فهمته مما يدور فشرعت حنين فى إخراج الاوراق الخاصة بخطتها تعرضها على أ / عبير 
فلم تعيرها اهتماماً يذكر فسألتها حنين :- حضرتك مشفتهاش ليه هى فيها حاجة غلط انا عملاها بنفس التنظيم اللى فى سجل الخطة انا مغيرة المواضيع الثقافية فقط 

أ/ عبير :- وتغيريها ليه ، حد قالك انى هاغيرها ؟

حنين :- محدش قال لى بس دى مواضيع اتعملت والمفروض زى ما قال الموجه التغيير المفيد .

أ/ عبير:- الموجه على عينى وراسى لكن انا مبغيرش الخطة ومش هتتغير 


حنين :- ليه بس المواضيع اللى انا مختراها مش صعبه ومناسبة لطلبة المدرسة والسن كمان انا تعبت على ما جبت مواضيع مناسبة وبدون ما يكون فيها اى رتوش 

أ/ عبير :- رتوش ! والله محدش قالك تتعبى فى انك تعملى خطة ولا حتى تتعبى فى انك تغيرى نظام مكتبتى لانى هارجعه تانى بكره الصبح 

حنين :- مكتبتك !

أ/ عبير :- اه عندك اعتراض ولا انت مش واخدة بالك انك جاية هنا مساعدة ليا ومش علشان تقلبيلى المكتبة وتمشى الشغل على هواكى لو فى بالك كدا تبقى تفوقى يا امورة مفيش حاجة هنا هتم الا بإذن منى ولو مش عاجبك روحى مكان تانى حرقتى دمى على الصبح إلاهى يحرق دمك ياشيخة .

      فى أقل من دقيقة كانت المكتبة ممتلئة بمدير المدرسة والعاملين بها وبعض الطلبة نتيجة لـصوت الأستاذة عبير المرتفع وكأن هناك من يغتصب حقها أو يحتل أرضها ، وحنين غير مستوعبة ما قيل لها فهى لم تستوعب بعضه الذى كان سِباباً ولم تشعر بشىء البتة سوى أن الجو بدا حاراً أكثر مما ينبغى والرؤية أصبحت مشوشة وكأن السماء تمطر داخل جدران المكتبة .

اقتربت منها إحدى المعلمات تردد اهدى يا حنين حصل خير ، وحنين تسأل نفسها لماذا أهدى انا لم اتفوه بكلمة ؟! فلسانى مُلجم لا أستطيع حتى فتح فمى !!



0 التعليقات:

إرسال تعليق

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More